عدد المساهمات : 830 تاريخ التسجيل : 08/12/2014 الموقع : www.mahibba.com
متخصصون في : علاج جميع أمراض المس - السحر - العين الحسد - الثقاف - الأرق اليأس - الخوف - الشك
موضوع: ماهو القرين وما تاثيره على الانسان الجمعة يناير 23, 2015 2:37 pm
الشيطان يريد أن يثبت لله تعالى وهذه نقطة يجب أن نسلّم بها فطبيعة ابليس وطبيعة الملائكة وطبيعة البشر كلها من خلق الله تعالى لكن الذي يجب أن نفهمه أنه لمّا استثنى ابليس (لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلَصين) نفهم أن المخلَصين مستثنون رغماً عن الشيطان وليس تفضّلاًً منه. ولو قال تعالى (المخلِصين) لكانوا هم السبب في كونهم مخلصين لكن قوله تعالى مخلَصين تدل على أن الله تعالى هو الفاعل في اخلاصهم. ردّ الله تعالى عليه فقال (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) بفعل الله تعالى وإعمال منهم وهذا الكلام ليس لابليس سلطان على العباد وإنما على العبيد لأن عباد الله تعالى مستثنون لا تفضلاً من ابليس ولكن بأمر من الله تعالى. هم عملوا كما في قوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وتحولوا من العبيد الى العباد. المخلَصين: هذه القضية تحلّ قضية احترنا فيها وهي مسألة المشيئة والى من ترجع (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) منهم من قال يغفر لمن يشاء هو ان يغفر الله تعالى له وهذا رأي أحترمه لكن يجب أن ننتبه لقوله تعالى (لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون الا أن يشاء الله) المشيئة لله تعالى أولاً ثم للناس فأنت لك مشيئة وإنما بفعل منك وفضل سابق من الله تعالى لا يمكن أن تكون المشيئة للبشر لأنه لا أحد يتمنى العذاب لنفسه فإذا فهمنا المشيئة أنها من الناس في (يغفر لمن يشاء) فكيف نفسّر (ويعذب من يشاء). وعلينا أن نقول دائماً “الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله” وهذا كلام أهل الجنة لأنهم علموا أنهم لم يدخلوا الجنة بعملهم (فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز) فالحمد لله الذي هدانا في الدنيا للهداية فوفّقنا لأعمال تدخلنا الجنة فدخلنا. فالمخلَصين هم كذلك بفضل الله تعالى وفِعلهم.
ورد ذكر القرين في سورة ق مرتين (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)) (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27)) وقلنا في حلقة سابقة أن هذين القرينين مختلفين عن بعضهما البعض. وقبل أن نبدأ بالحديث عن القرين يجب أن ننزع من عقولنا كل الأفكار السيئة وأفكار الدجالين التي انتشرت بين الناس حول هذا الموضوع. وللقرين تعريف في اللغة وفي الشرع ونحن نشعر بهذا المعنى في حياتنا ونحن سنتكلم عن القرين من ضوء الكتاب والسنة الصحيحة. ففي القرآن الكريم تعريف للقرين وما يحدث بينه وبين الانسان وكذلك في الأحاديث الصحيحة عنه .
من هو القرين؟ وكيف يختلف عن الصاحب أو الخليل؟. إذا بحثنا في كتب اللغة نجد أن العلماء عرفوا القرين على أنه الصاحب أو الرفيق ولكن في اللغة العربية كل كلمة لها معنى خاص بها. الصاحب مثلاً أو الصديق يكون فيه بعض صفات مشتركة مع صاحبه أما الخليل فالصفات المشتركة تكون أكثر بين الشخصين مما بين الصاحبين أما القرين فيتطابق في الصفات مع قرينه. وعندما نذكر كلمة قرين يجب أن نفكر في وجود قرينين والرسول يفتح مجال التعريف بالقرين ففي الحديث عند أحمد ومسلم وله روايتان “ما من أحد إلا وكّل به قرين” ” ما من أحد إلا وُكل به قرينه من الجنّ وقرينه من الملائكة”. عندما يبلغ الانسان مرحلة البلوغ ومرحلة التكليف يكون له قرينان. وقوله تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس) تبين أن الانسان هو الذي يحدد الطريق ومن عدل الله تعالى أنه لما خلق الانسان بيّن له الفجور لاجتنابه والتقوى لاتباعه وقال تعالى (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) البلد) بمعنى يا ليته اقتحم العقبة وهذا توصيف مهم فالانسان مثلاً وهو جالس وحان وقت صلاة العشاء يشعر بأن أحداً ما يدفعك للقيام للصلاة وآخر يدفعك للتمهل وتأخير الصلاة بشتى الأعذار
وهذا هو التزيين فالانسان متنازع بين قرينين إضافة إلى أننا عندما نسمع حديث الرسول نفهم أننا نحن نحافظ على قريننا ويمكن أن نعيش ومعنا القرينين وفي لحظة يمكن أن تقارب أحدهما والآخر تبعده عنك ولا يجتمع الاثنان مع بعض. أحياناً تجد أن شخصاً ممن يصلي معك الصبح في المسجد باستمرار ثم تجده يغيب بعض الوقت ثم يعود في تلك الفترة التي غاب فيها يكون قرينه من الجن قد انتصر عليه فأبعده عن الصلاة في المسجد ثم انتصر هو عليه فعاد للصلاة في المسجد. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول كان عندها في ليلة ثم خرج فغارت عليه فخرجت في أثره ولما عاد وجدها في حالة الغيرة فسألها مالك يا عائشة أغِرتِ؟ قالت ومالي لا يغار مثلي على مثلك، فضحك وقال أقد جاءك شيطان؟ فقالت أوهي شيطان يا رسول الله؟ قال نعم قالت ومع كل انسان؟ قال نعم قالت ومعك يا رسول الله؟ قال نعم لكن الله أعانني عليه حتى أسلم. وفي الحديث الآخر: “ما من أحد إلا وُكّل به قرينه من الجن، قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير” القرين والانسان محلمة كبرى في وجه الارض وإذا قارنا بين الحديثين لوجدنا أن أحدهما جاء بلفظ (حتى أسلم) والآخر (فأسلم) و (حتى) تدل على أن الرسول كابد معه وجاهد فأعانه الله تعالى عليه حتى أسلم. وفي الرواية اللأخرى (فأسلم) هذا القرين من الجن أسلم فصار يأمر الرسول بالخير فقريناه قرينا خير. وقرين الجن يحاول أن ينزع الانسان من منطقة الخير ويضعه في منطقة الشر وأنا أحذّر المستمعين من قرين السوء من البشر لأن قرين الانسان السيئ يزيّن له السوء وجاء وصف هذا القرين في سورة الصافات (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51))